تملأ أيامي هذه الفترة قوائم المهام, تقّلب رأيي اتجاه قرارات مصيرية, نوبات توتّر حادة, محاولات تحليل نفسيتي ونفسيات زملائي في العمل, والكثير من الوقت في السيارة والحافلة..
ممتنة لأيامي الممتلئة وأذكّر نفسي بصعوبة بداية كل مرحلة ممرت بها وكيف تجاوزتها وأصبحت ذكرى تُشعرني بالقوة وتحفزني, ولكنني أتساءل هل ما أشعر به مجرد خوف وقلق البداية أم أن هذا الشكل من الحياة بعيد عن ما أريده وأحتاجه حقًّا وأن علي أن أتدارك الأمر وأصحح خطواتي قبل أن يفوت الأوان… أشعر أنني أركض أحيانًا ولكنني أخشى أن يكون هذا الركض داخل عجلة هامستر فأتمهّل وأراقب خطواتي.. أتوقف.. أدير رأسي لأنظر في الاتجاه الآخر.. أنبهر وتكاد قداماي ألّا تلامس الأرض.. ثم أتسائل إن كان ما أرى مجرد “اخضرار العشب على الجانب الآخر”… أعود للسير.. تتخبط خطواتي… أشكو.. أبكي.. أفقد أعصابي.. أدعي وأستخير.. لو أستطيع الانسياب عوضًا عن السير..
منذ أيام.. سألتني طالبة عن دراستي وحياتي.. أجبتها باقتضاب.. وكم تبدو انجازاتنا مبهرة حين نتحدث عنها باختصار.. سألتني: كيف استطعت فعلها؟ هل خططت لكل ذلك؟.. أخبرتها أن الطريق يبدو مستقيمًا فقط حين ننظر له بعد أن قطعناه.. أحب الحديث مع الطلاب والتعامل معهم.. يشحنني ذلك بالرضا والحماس ويهوّن علي مهام عملي البعيدة كل البعد عن الأكاديميا.. لازلت أتعلم كيف أتعامل معهم بلطف ولكن بحزم أيضًا.. وأتلعثم حين أتحدث باللغة الانجليزية وأشعر أنّها تشدّ عقلي المليء بالأفكار وتقيّض لساني بجمل قصيرة ناقصة..
نجحت أخيرًا -بعد خمس محاولات- في اختبار ركن السيارة, لا زال أمامي اختبار قيادة السيارة في الشارع.. لكنني أشعر أنه انجاز يستحق الذكر.. بدأت بتعلم القيادة في دبي منذ نوڤمبر الماضي ويا لها من تجربة أشعرتني بالتواضع.. أنا التي لم تخفق في اختبار دراسي قط, شعرت بسعادة غامرة حين نجحت في جزء من اختبار بالرغم من رسوبي بالجزء الآخر.. أعتقد أنني أحتاج هذا الاخفاق ليس فقط “لتصغير رأسي” والتحلّي بالصبر والمرونة.. ولكن أيضًا لتعافي طفلي الداخلي الذي لم يعطَ الأمان ليخفق ويكون غير مثالي..
أهديت نفسي هذا العيد ورشة تدريبية عن وضع النجاة, كان عليها خصم جيّد فتشجعت لشراءها.. أحاول أن أقتطع وقتًا لها كل يوم.. تفاجئت وشعرت بالارتياح حين تعلمت أن عددًا من خصالي هي مجرد ردود فعل لوضع النجاة المُحفّز من قبل جهازي العصبي منذ سنوات.. سعيدة بهذه التجربة ولدي أمل بأنها ستساعدني كثيرًا.. أعتقد أن فكرة الراحة غائبة عن وعينا.. وأننا كجيل ونساء تحديدًا مرهقين جدًا ومهملين لصحتنا النفسية والجسدية وعلينا أن نتدارك ذلك وننشر الوعي حوله..
ماذا عنكم؟ كيف هو شكل أيامكم وأفكاركم؟ وما هي أحدث اهتماماتكم؟ سأكون سعيدة بمشاركتكم لها معي 🙂