
مرحبًا يا أصدقاء، أتمنى أن تكونوا في أتمّ صحة وأحسن حال😄 ها قد شارفت هذه السنة الغريبة بحلوها ومرّها وخططها المُلغاة على الانتهاء، وخطر لي أن أشارككم الكتب التي قرأتها خلالها مع انطباعاتي عنها. كم أتمنى لو كنت دودة كتب لكنّي لست كذلك، لا أخفيكم سرًّا أنني منذ عدة سنوات أبذل جهدًا حتى أبدأ بقراءة كتابٍ ما لدرجة أنني في فترةٍ ما -حتى أجعل ضميري يرتاح- كنت أقنع نفسي أن الكتب ليست المصدر الوحيد للمعرفة ولا بأس بالاكتفاء بقراءة المقالات والاستماع للبودكاست والمحاضرات ولكنني أدركت أنّه لا غنى لنا عن الكتب. في الواقع، أجد أن للقراءة من الكتب فوائد تتعدّى المعرفة أو التسلية.. فالكتب الآن هي الشيء الوحيد الذي يمكنك الاطلاع عليه دون أن يتم تشتيتك بالاعلانات المنبثقة والصور ذات الألوان الصارخة ولن تجد رابطًا للنقر عليه قبل اتمامك الجملة التي تقرأها😅 أعيد قراءة الجملة عدة مرات أحيانًا حتى أستوعبها فقد اعتدت على القراءة السريعة دون تركيز. أتخيّل القراءة من الكتب كتمرين الإطالة ولكن للعقل، تحتاج لقدرٍ أعلى من التركيز وإن أهملتها ستُصاب بشدٍ عضليّ في عقلك😣
حسنًا أعتقد أنّ هذه المقدمة أصبحت طويلة بما يكفي لننتقل للكتب الآن وبعض من تعليقاتي الخاصة عليها (ليست تقييمات ولا مراجعات):
– السماح بالرحيل: كنت قد بدأت بهذا الكتاب قبل بداية سنة ٢٠٢٠ ولكنني توقفت وعدت لقراءته واعتقدت أنّه سيساعدني حين كانت الجائحة في بداياتها. حاز هذا الكتاب على الكثير من المديح في شبكات التواصل الاجتماعي لكن بالنسبة لي كان جيدًا في نصفه الأول ثمّ شعرت أنّه ممل وفيه الكثير من التكرار. مأخذي الآخر عليه احتواءه على أفكار مُضلّلة من العلوم الزائفة عن الطاقة والذبذبات والتشافي بالأفكار.
– في مديح البطء: حراك عالمي يتحدى عبادة السرعة: منذ فترة لا بأس بها وأنا أفكّر بمسألة البطء والسرعة في حياتنا وقد ذكرت ذلك في تدوينة سابقة. كما أنّ أحداث هذا العام والحجر المنزلي جعلتني أفكر بأهمية التّخلص من الكثير من المعتقدات المتجذرة فينا والتي تحثنا على إنجاز كل شيء في أسرع وقت. تناول هذا الكتاب فكرة البطء وأهميتها وصورها في جوانب مختلفة من الحياة. كما تحدّث الكاتب عن حركة البطء ولقاءاته مع أتباعٍ لها. أحببت هذا الكتاب واستمتعت بقرائته خصوصًا فصل الطعام البطيء والمدن البطيئة في إيطاليا.
– مصيدة التشتت: كيف تركز في فوضى العالم الرقمي: ذكرت هذا الكتاب والذي يليه في تدوينتي السابقة. يشرح لنا هذا الكتاب كم نحن مشتتون ذهنيًا بسبب وسائل التواصل الاجتماعي ونصائح حول تبني عادات إيجابية في استخدام هذه الوسائل، ويتضمن أيضًا تمارين وأسئلة في آخر كل فصل كوسيلة عملية لحل هذه المشكلة.
– ملاحظات حول كوكب متوتّر: أيضًا يتحدث هذا الكتاب عن أثر وسائل التواصل الاجتماعي علينا بأسلوبٍ صادق وبسيط استمتعت بقراءته ورأيت نفسي في كثيرٍ من حديث الكاتب عمّ يفكّر ويشعر به بسبب وسائل التواصل الاجتماعي. يتسآءل الكاتب عن إمكانية العيش في عالمٍ مجنون دون أن نُصاب بالجنون أيضًا؟ الجميل في هذا الكتاب أنّه مكوّن من مقالاتٍ قصيرة ممّ يجعل قراءته سهلة.
– الماجريات: عنوان هذا الكتاب وحده مثير للاهتمام ويستحق التأمل. أعجبني كثيرًا كونه يتحدّث عن فكرة الانشغال بمتابعة الأخبار والأحداث والتفاعل معها من وجهة نظر دينية. أؤمن أنّ ديننا الإسلامي دين حياة متكامل وليس دين مناسك تؤدى بالمناسبات فقط، وعلينا أن نبحث عن رأي الإسلام في كافة جوانب حياتنا حتى نصل للطريق الحقّ ونجتهد في السير عليه.
– حليب أسود: أحببت هذه السيرة الذّاتية كثيرًا، لإن الكاتبة سردت تجربة حقيقية بعيدة عن الصورة المثالية للأمومة التي روّج لها كثيرًا حتى أصبح الناس يعتقدون أن الأم كائن ملائكي كامل لا يشعر حتى بالتعب. أكثر ما أعجبني في هذا الكتاب هو تشبيهات إلف شفاق الظريفة وتصويرها لجوانب شخصيتها كإمرأة بنساء صغيرات بعضهنّ مشاكسات ويتشاجرن كلما اجتمعن، لامسني هذا التشبيه وجعلني أتخيّل نسائي الصغيرات اللّاتي داخل رأسي😄 كما ذكرني هذا الكتاب بكتابٍ أحببته قد قرأته قبل عامين اسمه كيف تلتئم: عن الأمومة وأشباحها.
– لو أبصرت ثلاث أيام: أردت قراءة هذا الكتاب منذ فترة طويلة. كما يوحي عنوانه تتحدث هيلين كيلر فيه عن ما تريد رؤيته لو أصبحت قادرة على الرؤيا لمدة ثلاث أيام وسردت فيه تفاصيل لا نقدّرها بمَ يكفي لإننّا معتادون على نعمة البصر.
– قضية المرأة بين التحرير والتمركز حول الأنثى: خيّب هذا الكتاب آمالي فيه، فالفكرة الوحيدة التي كانت مثيرة للاهتمام هي فكرة المناداة بحقوق العائلة عوضًا عن حقوق المرأة ثم حقوق الطفل. أمّا بقية الكتاب فكان غالبه هجومًا وإلقاءًا للتهم على النسويات كأشخاص ومثل هذا الأسلوب لا يفيد ولا يكفي وأظن أنّه على العكس يُضعف موقف صاحبه وإن كان محقًّا.
شكرًا لقراءتكم وأتمنى لكم عامًا سعيدًا مليئًا بالرضا والبركة😇