27

اليوم صار عمري سبعة وعشرين! يمكن هاي أول مرة لا أشعر أن عمري أكبر ممّ أعتقد أو إنه يحمل “هيبة” كرقم جديد عليّ بالعكس حابة الرقم وحاساه مميز وبخليني أسأل حالي لو شافتني نسختي إللي عمرها 17 وإللي عمرها 7 شو رح يكون رأيهم فيي؟

يعني فكرة إني فعليًا بتذكر حالي مزبوط قبل (عشرين سنة) غريبة بس سعيدة لإني خلال هالسنين عشت حياة حافلة بالتجارب والاختيارات.. وبشعر إنه برغم إنه جزء كبير من حياتنا بتكون مجرد استجابة لأمور خارجة عن تحكمنا إلا إني بقدر أحكي بكل امتنان إنه امتلكت حياتي وقرراتي بدرجة راضية عنها، وإذا عندي أمنية عيد ميلاد رح تكون إني أشعر دائمًا بالاتساق والسلام مع ذاتي وما أقضي عمري ناقمة على الظروف أو نتائج اختياراتي وإني أضل دايمًا بنفس الروح إللي رزقني ربنا فيها وبحبها بكل ما فيها من نقص وضعف وقلة حيلة.

هالمرة ما بتمنى أكون نسخة أفضل من حالي -لأني أدركت إنه هالنسخة غير موجودة- ولكن بتمنى إني أستمر بالترفّق فيها والحلم عليها وأنا أسدد وأقارب بين ذلك وبين واجباتي وأهدافي وطموحاتي.. أصبحت أعي أنني لن أستطيع تحقيق الاتزان بين كل جوانب حياتي دائمًا وأريد أن أكون سعيدة وراضية بمجرد أن أستمر بالسعي مهما اختلف أو توقف حسب الظروف.. وأن يكفيني أن أعود للمحاولة بعد كل استراحة أو موجة حزن أمر بها.

أحب أن أتأمل وأحدّث نفسي كنوع من الاحتفال بعيد ميلادي وكنت أفعل ذلك سابقًا عن طريق كتابة رسالة لنفسي كل سنة لكن يبدو أنني لم أجد وقتًا لذلك في العام الماضي وهاأنا أفعل هذا هنا، لا يغريني أن أنشر احتفاء صديقاتي بي في هذا اليوم ليس لأنه تضاءل مع مرور الزمن ومروري أنا بين العباد والبلاد ولكن لا أعدّه مناسبة يحتفى بها بهذه الطريقة أو بطريقة جعل موظفيي المطعم بأن يضطروا للغناء لي وأن يتم نشر ذلك بدون أخذ إذنهم.. بالطبع من اللطيف أن نحظى بمن يحتفل لمجرد فكرة وجودنا في هذه الحياة وسعيدة وممتنة جدًا لوجود زوجي بجواري اليوم.

لست مع الاحتفال الصاخب بيوم الميلاد حتى للأطفال ولست أيضًا مع القسوة مع الذات في هذا اليوم -ولا في غيره-.. هناك نوع من الحزن الذي قد نشعر به في الأيام التي نعتقد أن السعادة يجب أن تغمرنا فيها ولإنها حين تأتي لا ترتقي نفسيتنا لتوقعاتنا فيها وبشكل غير واع نميل للشعور بالحسرة والحنين إما للماضي أو حتى لأيام في خيالنا فحسب، ولهذا نسأل “بأي حال عدت يا عيد” أو نعتبر مجرد إكمالنا لعام كامل من عمرنا مدعاة للإحباط من أنفسنا خصوصًا حين لا يتناسب عمرنا مع ما يتوقعه منّا المجتمع من إنجازات أو شكل معين للحياة.. يجب أن نؤمن بأن الرزق وفير وكرم الله واسع وليس مرتبط بعمر معين وفهم مسببات مشاعرنا مع تقبلها ربما سيخفف من متلازمة الحزن في عيد الميلاد.

كل مرة بيخطرلي أكتب تدوينة بفكّر بالفائدة إللي رح تعود على من يقرأها والنتيجة مجرد مسودات غير مكتملة، هالتدوينة مجرد توثيق بالنسبة إلي ونشرتها لإني بعد استغنائي عن تويتر من أكثر من سنة اشتقت للتعبير عن أفكاري بالبسيطة لناس ما بعرفوا مين أنا. بحمد الله على مكاني في الحياة الآن وعلى تحدياتي الحالية ويوم ميلادي كان فرصة مناسبة لتذكيري بنعمه عليّ. الحمد لله.

Join the Conversation

4 Comments

  1. الكتابة ليست لهدف، إنما هي إحساس البشر بأنّ هناك من يمتلك تقنية التعبير عن ذاته، والقارئ يقرأ لأنّ التجارب الفردية والأفكار الشخصية لها إبداعها الفريد.
    وكل عام وانتي بخير دوماً بعيد ميلاد أو دون ميلاد .

    إعجاب

أضف تعليق